ومن قلب الغربة اعتزلت الحياه
ام هي الحياة من اعتزلتني .. لا أدري
كل ما ادركه الآن أنني سأشرع منافذ الروح
أسكب صرخات الوجع من فوهة قلمي
آهات الصخب كزخات المطر تربكني
تلجم ذاكرتي وتكبل أطرافي
سأحاول مرة أخرى
أستحضار بعض تفاصيل الماضي الذي تعفن جثمانه في مقبرة النسيان
اغوص في ذاكرة الأشياء
استخلص منها ثلة من الوجوه وتفاصيل الأحداث
سأكتم أنفاس آهاتي الآتيه من أفق الحاضر
وأتخذ مقعدا وثيرا فوق أرصفة الوعي
أمتطي الحنين وأعدو الى تلك البقعة الضبابيه
غفوة شهيه كالخدر الساري في أناملي
تهتك سطوة الظلام الدامس المتسربل حنايا الروح
تفض تلك الغشاوة المندسه في عين الذاكره
تشعل قناديل الوقت في دروبي المنسيه
تسلط الضوء على الوجوه الباسمه والملامح الواجمه
ويتثاءب الليل معلنا بزوغ فجر جديد
يحرك الهواء المضغوط بين هالات أفكاري
يخلخل الصمت الساكن أزقتي القديمه
ترفرف عصافير الوجد مسافرة عبر الزمن
وتحلق الفراشات نحو الوهج محتفية بقبلة الموت
مكان معمور بعبق الأمس
اصوات مكنونة بين الحنايا
وتفاصيل موشومه وحكايا منقوشه
تتجلى كنور الشمس
انها ذاكرتي التى تكورت بفعل الغياب
هاهي تزأر من جديد .. تستدعي الأطياف على عجل
وتمسك ذراع الروح وتعدو
تخترق جدار الوقت وتجتاز الحواجز والمسافات
لتصل نقطة التقاء
لقاء ذاتي المنهارة مع شخوص الماضي الآفل
أتعاطى مسكنات الوجع
وبتلقائية الطفله التي تسكنني أبدأ بمشاكستها
أدعوها لانطلاقة فوق روابي الذات
واحات في صحراء الذكريات
تغريني باقتطاف بعض أزهارها المترعرعه على شواطئ الأمنيات
لانثرها فوق عروق الورق حروفا ونقاط
أتخذها في خلوتي مهجعا
وأقتات عليها حين يشتد الجفاف